الأحد، يناير 22، 2012

شجن

أشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان عيسى عبده ورسوله وروح منه وكلمته القاها الى مريم وان الجنة ثواب الله للمتقين والنار عقابه الاليم لمن كذبه وعصاه -نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا - واشهد ان الدين عند الله الاسلام لايقبل الله غيره بعد بلوغ نبأه . 
أما بعد :
   ** فبما أني عاجز عن قول كل ما أريد قوله على صفحتى في الفيس بوك والتي لا يوجد بها سوى اصدقائي الحقيقيين ومعظمهم ينتسب الى تيارات اسلامية -سوى قلة قليلة تعرفت بهم الكترونيا وتشرفت قائمة اصدقائي بهم - وبما ان رأيي قد يغضبهم او يجعلني اخسر صداقات العمر التي تفتحت عيناي عليها واكملت مشواري في الحياة مستعينا بهم بعد الله ,وبما اني في حاجة شديدة الى قول ما اريد دون اغضاب احد فاخترت مدونتي التي لا يقرؤها من اصدقائي الا اقل القليل والباقي لا اظن اني سوف القاهم يوما وان كنت اكن لاغلبهم احتراما جما حتى وان خالفتهم وخالفوني .


** نفسي يوم 25 يناير 2012 يكون ثورة جديدة تماما تنهي سطوة العسكر ذوي الذكاء والطموح المحدود وتدخلاتهم المحتملة مستقبلا في اي قرارات سياسية او اقتصادية والاكتفاء بالواجب المقدس في الدفاع عن سيادة وحياة المصريين ابتغاء رضوان الله , ولشد ما كانت امنيتي في ان تهدم الثورة تلك الاصنام التي احترفت التزوير والدجل باسم الدين تارة وباسم الوطنية تارات , دون ان تخلق اصناما جديدة لا من شباب الثورة لا النقي منهم ولا الغبي الذي كان سببا في انفضاض الناس عنها مبكرا عندما تعالى على خلق الله وجعل يلتمس  له مكانا بين الديكتاتوريين الجدد ولا من الذين ارادوا من الثورة انقلابا اجتماعيا على منظومة القيم التي تحكم المجتمع , احترام الكبير مثالا وقطعا لا اقصد بالكبير هنا لا مبارك ولا المشير بل الكبير بمعناه البيتوتي حتى شط احدهم فطالب بتسلم الشباب مقاليد السلطة المجتمعية داخل البيت وما كان ذلك الابسبب النفخة الاعلامية التي قصرت الثورة على فئة عمرية بعينها , وحرقت القرابين لشباب الثورة قبل ان تتوه البوصلات الاعلامية عندما عرفت ان مقاليد الحكم لا تزال في جيبي عفوا اقصد في ايدي الجنرالات فيممت صلواتها شطر وزارة الدفاع ! 
       ولكني على عكس يوم 23 يناير 2011 والذي كتبت هنا ادعو الى النزول بكل حماسة وانا على شبه يقين من موعود الله بالنصر هذه المرة , فأنا ارى فرعون قد جمع السحرة والحواة هذه المرة وارى وجوها كانت حتى زمن قريب تستهجن الثورة وتتهكم على الداعين والقائمين عليها وهي تحتفل بنخب الثورة المنتصرة نزلوا هذه المرة ليس فقط احتفالا بل وبكل تأكيد منعا لقيام ثورة جديدة تطيح بسلطتهم المرتقبة , وارى ان ذلك حقهم لكن يجب ان يعلموا ان لنا حقوقا يجب ان تحترم ليس اقلها الاعتذار عن التشويه المستمر لاعراض وتاريخ وحياة ابرياء كل مشكلتهم في الحياة انهم يرفضون ان يعيشوا اذنابا وبعضهم يشعر بأنه قد هضم حقه , وان كنت ارى ان القيام بالثورة دفعا للظلم لا يعني ان يكون لك حقا في السلطة لكن ذلك لا يمنع القابضون على الامر بملاحظة ذلك البعد النفسي ولهم في رسول الله اسوة حسنة عندما سأله صحابي ان يتجاوز عن هفوات بن سلول لان النبي-صلى الله عليه وسلم- دخل المدينة واهلها يعدون التاج لتمليك بن سلول عليهم , مع الفارق , . هذه المرة لا اعرف ماذا سيحدث ولست متفائلا كسابقتها .




** حدثت موقعة الجمل 2011 في عهد محمود وجدي يوم 2 فبراير اي عندما كانت الدولة تحت سلطان المجلس العسكري امنيا , اضافة الى معلومة بديهية تقول ان مبارك هو الذي امر الجيش بالنزول يوم 28 يناير لانه حتى وقتها كان رئيسا للقوات المسلحة فهل يا ترى  امرهم مبارك بالنزول لحماية الثورة ؟ ومع ذلك يصر اغلب المصريين وعلى راسهم المدعون بالحق الاسلامي ان المجلس حمى الثورة !! 




**  بينما قتل في ميدان التحرير على يد بلطجية مبارك وقناصته -المختفين حاليا - والذين يصم المصريون آذانهم عن سماع اي شيء يخص توضيح موقفهم وفي القلب منهم قطعا اغلب ممثليهم النيابيين , قتل حوالي 11 شخصا فقط ويصر المصريون على محاكمة مبارك بينما قتل في عهد المشير ومجلسه  44 في محمد محمود و23 في مجلس الوزراء  و3 في اقتحام السفارة وواحد في فض اعتصام 8 ابريل ,هذا اذا تغاضينا عن احتساب قتلى ماسبيرو دهسا من مدرعات مرتبكة تفاديا للقطات مصورة تفيد اعتداء المتظاهرين الوحشي على عساكر الجيش والذين للحقيقة لم اعرف منهم من الذي بدأ , هل تظن اني متعاطف مع اي من هذه الاعتصامات او المظاهرات ؟اجيبك باني لم اكن مؤيدا لاي منها لاني كنت من دعاة التعجيل بانتخابات تعجل برحيل المجلس العسكري بطريق لا يمكن الطعن في شرعييتها ايا كان الفائز -لا سامح الله الذين ظلوا يلحون على العسكر بالبقاء وهم الان في مقدمة الصفوف التي تطالب برحيله بعد ان نالهم من ظلمه ما شعروا به باحساس كل مظلوم في عرضه او سجنه او فقد عزيز لديه على مدار عشرات السنين وهو الدرس الانساني الاول الذي سقط فيه اغلب الاسلاميين سقوطا مدويا عندما شهروا بمخالفيهم واعانوا على قتلهم  معنويا وجسديا صمتا او رضا متناسين قوله جل وعلا (عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الارض فينظر كيف تعملون ) . , ومع كل هذا يصر المصريون على محاكمة مبارك والشريف والعادلي وسرور -وهم يستحقون المحاكمة بلا شك -ويتغاضون عن المطالبة بمحاكمة المسئولين عن القتل والسحل والتعذيب وانتهاك العذرية (موثق دوليا ) وليس ذلك الا بسبب ان مبارك كالعجل الساقط الذي كثرت سكاكين ذابحيه بينما لا تزال باقي العجول واقفة على ارجلها الاربعة لم تسقط بعد !!! 


** تخيل بعد 10 سنوات من الان ياتيك ابنك ليقول لك ان سؤال مادة التاريخ هو : اذكر دور السلفيين في ثورة 25 يناير وكيف نجحوا بالوصول بها الى بر الامان ؟ 
    منعا للمزايدات فلا اعرف احدا اكثر دفاعا عن السلفيين مني في المدونات وكنت احتسب الاجر في ذلك في نصرة مستضعفين ليس لهم من يوصل صوتهم اضافة الى كم الترهات الاكاذيب التي كان يقذفها الاعلام الكاذب في حقهم , اما وان يصل الامر الى ان تكونوا لسان العسكر الطلق ومحاميه الاول والذين يحاول كثيرون منهم الان تزوير الذاكرة الحديثة عن دورهم (الجماعي!! لان دور كثيرين منهم كأفراد موجود ) في الثورة بل والادعاء انهم من مؤيديها وفي هذا الكذب الصراح ما ينفي القداسة والنزاهة والخصومة الشريفة فكان الاعتذار عن خطأ تقدير الموقف , وعن تصدير فتاوى تحريم الخروج يوم 25 يناير (المنشورة على موقع انا السلفي الخاص بالدعوة السلفية وليس بالتيار المدخلي كما يحاولون لصق كل اتهامات طاعة ولي الامر بهذا التيار المشئوم المشبوه ) وعن تكبيل يد الاوطان المسلمة تسليما لها لمغتصبين هم امتداد الاحتلال بفتاوى ومناهج تحدثت عن حل قدري بحت يتمثل في التربية وانتظار المهدي عند بعضهم , دون ان يتمتد ايديهم في مقاومة منكر فعلت قضية اللحية على قضية العدل - علما ان اللحية شعيرة اسلامية منعا للخلط بين الهجوم على الاسلام كدين والسلفية كتيار سياسي - ان المتحدثين عن شرعية نظام مبارك سلفيين ومن كان منهم ناسيا فتذكيره امر هين .كان الاعتذار عن كل ذلك وبدء صفحة جديدة كافيا , كان الاشتراك في انكار الظلم الواقع على غيرنا والسعي في نصرة المظلوم والاخذ على يد الظالم اعتذارا كافيا و لكن ابت النفوس التي الفت الاستبداد الى ان تستبد كل الاستبداد فاصبح الضحية جلادا والصيد قناصا بغير حق . 




** اعزائي من الاخوان المسلمين , حزبكم هو حزب الجماعة دون غيرها فلا داعي للاصرار على انه حزب كل المصريين , هو حزب الجماعة ينفذ آمالها واحلامها وهذا حقها لكن لا داعي ابدا لاضفاء القداسة على العمل الحزبي والرد على كل نقد بحسبي الله ونعم الوكيل فليس كل من ينتقد شيئا يصبح من الاعداء والاصرار على نغمة (احنا اكتر  ناس اتعذبت  واتبهدلت ) لانه اطهر النفوس تلك التي خبرت الالم وتريد ان تجنب الاخرين مرارته كما ان الجماعة الاسلامية والجهاد والتكفير والهجرة قد تعرضوا لتعذيب اشد وتنكيل اسوأ ان كانت العبرة بطول فترة البقاء في السجن , ومن فعل شيئا لله فلا داعي لكثرة المن به , واذا كان اغلب الناس كانوا يتفرجون عليكم في وقت المحن فاثبتم انكم لا تختلفون شيئا عنهم عندما توقفت ايديكم عن مساعدة المظلوم منهم وكان بقدرتكم منعه عنهم برفض المحاكمات العسكرية رفضا باتا كما رفضتم المادة الخامسة ن قانون الانتخابات , لست ممن يشككون في اخلاصكم او نوايكم ولا من المنكريين طول جهادكم لكن ذلك لا يعني ان نصمت عما يحدث فأنتم احد الركائز الاساسية في ترسيخ فكرة العسكري حامي الثورة , اما اليبانات المتناثرة لحفظ ماء الوجه فلا تسمن ولا تغني من جوع لانها لا تغير واقعا , وانتم اكثر من يعرف ما يغير الواقع اذا اردتم , لو كنت أعرف ان الهدف الاساسي من مواجهة مبارك هو توزيع الانابيب والقوافل الطبية والتكافل الاجتماعي لانضممت الى الحزب الوطني بدون تردد .




** الشعب المصري العظيم , ازمة البنزين مثالا , تقوم الحكومة بزيادة توريد البنزين الى المحطات فيقوم اصحاب المحطات بتعبئته في جراكن لبيعه بطريقة اخرى فتقوم الدولة بتعيين مراقبين على محطات البنزين فتقوم المحطات برشوة المراقبين وهلم جرة , انه مثال تخيلي يحاكي واقعا طويلا امده مثل افران العيش , وهو مختصر لكل ما يمكن قوله في ان الحكومات وحدها لا ولن تصلح شيئا .




** مثال لازدواج المعايير عند المصريين : عبير , اينعم بتكلم عن عبير وكاميليا, طعن كثير من المصريين اللليبراليين فيها وفي المطالبين بحقوقها واخذ بلياتشو ساويرس (مع الاعتذار لمحبيه ) يكيل الاتهامات لها ولشكلها وتناسى المنادون بحرية الانسان حقيقة اكيدة وحيدة في هذه الازمة انها كانت محبوسة في بيت تكريس , وسكت ايضا معظم الاسلامين خوفا من جرجرتهم الى بؤرة الهجوم العلماني , وفي ازمة كاميليا ملأوا الدنيا صياحا بأن السلفيين سوف يشعلون مصر من اجل امرأة واحدة !!!! ننتهي عن هذا الحد ليشعل الليبراليون - وأنا معهم - مصر من أجل فتاة مسحولة , وقد كان امرا عاديا على ابنائ الثقافات الموالية لاسرائيل ان يكيلوا بمكيالين وان يروا الناس بعينيين لا عين واحدة , ولكن العجيب وما سبب لي الصدمة -التي اعاني من اثارها حتى الان - هو ردة فعل المنتسبين الى تيارات دينية عندما قذفوا عرضا مصونا بالظن واخذوا يصفقون لجيشهم الذي يهتك استار النساء -رجاء قبل الحديث عن الفوتوشوب العودة الى لقاء الس ان ان مع المرأة ىالتي حاولت تغطية الفتاة وما حدث لها من ضرب لا ادمي - اما ان كنت ممن يعتقد باشتراك الس ان ان في المؤامرة على طهارة وشرف القناة الاولى فاغلق الصفحة الان لاي لا يوجد شيء لدي اقوله لك -اولا ادري من ايهما اعجب من عساكر يضربون النساء ام من مدّعي تدين يصفقون لهم ويعذرونهم . 




** يسأل سائل لماذا تنشرون وتصدقون الفيديوهات التي تسيء للعسكر ولا تنشرون فيديوهات جراح العساكر , ببساطة لاني رايت عشرات الجثث في الجهة التي لا تملك سلاحا ولم ار سوى مصابين باصابات طفيفية , لا تساوى 6 قتلى على الحدود لم ينفعل وقتها العساكر , طبعا لانهم ككثير من المصريين يخافون مممن في ايديهم السلطة , ببساطة لان المجلس العسكري لم يتدخل ابدا لفض اعتصام يقطع شريط السكة الحديد بالقوة بينما كانت تستفزه اقل التجمعات السياسية !!




** ويسأل اخر لماذا لا تثقون في الجيش وهو الذي امن العملية الانتخابية , لانه ببساطة وعد في الرسالة 28 وكذب علينا ووعد في 52 باقامة حياة نيابية وكذب علينا , لانه قاتل ومتهم في كل الجرايم اللي تمت من يوم 28 يناير , ليست مشكلتك انك لم تشارك ولم تتابع احداث الثورة الماضية بينما اكلت الكثير من خيراتها , مشكلتك انك لا تقراأولا عمرك اخدت  قرار صائب حتى اسيير ورائك واطمئن لاختيارك ,




** المجلس اصدر عفوا بالعفو عما يقرب من 1600 سجين عسكري , انتم لا يعجبكم شيء , نعم صحيح لان جريمة محاكمتهم عسكريا وسجنهم لمدة عام كامل بالسجن الحربي وما وقع لبعضهم من انتهاكات لا يمكن تمريرها لمجرد العفو ممن تمسك بحق اصدار العقوبة والعفو كما يشاء فليست هذه الثورة ولا هذا هو نجاحها , نجاحها في محاكمة عادلة لكل متهم يدان فيها المجرم ليس من حق احد العفو عنه الا اصحاب الحق شرع.


** يقول بعضهم الثورة لم تقم من اجل البحث عن الماضي والقصاص فقط , نعم هذا صحيح , ولكنها قامت من اجل ارساء دولة العدل فاذا تغاضينا عن المجرم القاتل وهو بين ايدينا (انتخب الاسلاميين 18 مليون مواطن ) فاي نكوص هو عن ذلة وهوان ووهن وليس عن ضعف او حكمة , اذا لم تحق الثورة الحق وتاخذ للضعيف من القوي حقه ومن القوي للضعيف حقه فبئست الثورة وبئس الجور عدلكم , فماذا بعد الدم والعرض وانتهاك حرمات البيوت والاجساد , عن اي دين تتحدثون وعن اي حكمة تتكلمون . عذركم الوحيد ان خيرها بالكامل جائكم بما لم تقدمه ايديكم .


** دعوت للثورة العام الماضي لاني كنت غير مستطيع للعودة الى مصر فضلا عن رغبتي الدائمة في انهاء دولة ظلم مبارك , لكن هذه المرة خالصة لاحقاق الحق وعودته الى اصحابه وكسر صنم وجود كبير على المحاسبه قولا وفعلا وليس مسكنات واحاديث متعارضة لا تضع يدك فيها على الحقيقة  ! وصدق الله اذ يقول (ولكم في القصاص حياة ي) , واحيلكم جميعا على تفسير بن عباس لاية (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا ) فلقد استخلص منها ثبوت الحكم لمعاوية لانه كان ولي دم عثمان , فاياكم والمصالحة على الدماء فحق العفو فيها لاولياء لقتيل لا للبرلمان ولا للقاضي ولا للمشير .كما انصحكم دوما بان تكونوا في صف المظلوم لا الظالم فدعوته ليس بينها وبين الله حجابه ونصرها واجب اوجبه الله على نفسه  ولو بعد حين ولو كانت من كافر . بالمناسبة لا اعتراض لدي على اختيار الناس لمجلس الشعب وعلى كونه الجهه الممثله قانونيا للناس الان وحتى لو كتب للثورة النجاح .


** لو انت وصلت لغاية هنا فأنت مناضل واشكرك شكرا جزيلا على اهتمامك بقراءة ما اكتبه  .