من منا يعرف هذا الرجل وكم هو قدر المعلومات التي نعرفها عنه. وانا أقرأ ذات مرة في احد المواقع الالكترونية وجدتها تتحدث عن بقائه في الجزائر لمدة 14 سنة بعيدا عن الوطن وانه حين عودته سنة 1992 ألقي القبض عليه في المطار وتم ايداعه السجن تنفيذا لحكم غيابي عن نشر اسرار عسكرية . لم اصدق فاتجهت الى الويكيبيديا فوجدت نفس الكلام فشعرت قليلا بالراحة لان مثل هذه الشخصية العظيمة قد شاركتني بعض معاني الالم عندما احتجزت في المطار وامتزجت الراحة بالألم عندما علمت ان هذا الانسان المناضل قد تم تسريحه من الجيش وارساله للعمل كسفير لمصر في انجلترا ثم البرتغال بدلا من الاستفاده من شخصيته العسكرية الفريدة التي نجحت في التوغل الى داخل الاراضي الفلسطينية ابان هزيمة 1967 والعودة سالما بقواته الى غرب القنال بعد تلقيه الاوامر بالانسحاب رغم مسيرته الطويلة في أرض يسيطر عليها العدو دون تغطيه .ما اروعك ؟! عندما تقرأ ما فعلته مصر مع هذا النبيل من تشريد وسجن ونسيان تعرف كم هي جاحدة ناقصة تكره أن ترى الكمل من الرجال .شعرت بالراحة لأنها عندما تعتقلني أو تضطرني للبحث عن وطن بديل فهي قد فعلت ذلك مع ابن بار من ابنائها العظام كان مقدما في يوم من الأيام على صاحب أول طلعة جوية فتحت باب الذل والمهانة في عصر الانفتاح والانبطاح و الريادة الحنجورية وأنا لم أقدم أي شىء لا لها ولا لغيرها بل اني أظن ان السجن الذي نعيش فيه هو قدرنا الذي نستحقه على جريمتنا في حق أنفسنا وبلدنا وديننا من السكوت و مصمصة الشفاة على الانتهاكات التي ملّ العادّون من عدها ومن لم يشعر أنه يعيش في سجن كبير اسمه مصر فيكفيه أنه سجن في ذاته لا يستطيع رؤية خارجها من كثرة سجّانيها وأخيرا من لايعرف سعد الدين الشاذلي فانه لا يلام لأننا نشأنا على برامج تتبع اخبار عمرو وتامر وايناس الدغيدي ونسيت ان تقول لنا أن الذي طلب اللجوء السياسي الى الجزائر اربة عشر عاما هو الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب الجيش المصري في حرب اكتوبر /العاشر من رمضان المجيدة العمل الوحيد المغموس بطعم الانتصار والأمل في تاريخ مصر ما بعد الثورة وقد لا أكون مبالغا اذا قلت انه اول مجد مصنوع بعد بناء الأهرامات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق