الأحد، ديسمبر 18، 2011

جمهورية الموز

** من رواية مائة عام من العزلة لماركيز (بتصرف )


 ** اسست الحكومة شركة موز في المدينة الصغيرة ماكوندو , وكعادة التاريخ حدث الصرلع بين رأس المال المدعوم من السلطة والطبقة العاملة وحدث اضراب شامل شل شركة الموز واليكم رد فعل السلطة والشعب .


    خرج خوزيه أركاديو الى الباب وشاهد صفوف الجنود .كانوا ثلاثة الوية, تهتز الارض تحت وقع اقدامهم , وينتظم خطوهم مع اصوات قرع الطبول ,تملاأ انفاسهم الجو الصافي ببخار كبخار الطاعون .كانوا قصار غلاظا افظاظا متوحشين يتصببون عرقا كالخيل في الحر, لهم رائحة عفنة كرائة لحم تعفن في الشمس, استمر العرض العسكري ساعة ونيف فتبادر للمشاهد انهمسرية صغيرة تكرر سرية صغيرة تدور حول نفسها لشدة الشبه فيما بينهم كأنما ولدتهم ام واحدة فأرضعتهم نفس الغباء الذي يبدو عليهم جميعا وهم يحملون عار بنادقهم التي تنتهي بالحراب ووباء الطاعة العمياء والمفهوم الخاطىء لمعنى الشرف .


كان الجيش بعد اعلان الاحكام العفرية يستطيع ان يحل الخلاف (بين اصحاب الشركة والعمال ) ولكن أحدا لم يكن يفكر بالصلح . وانتشر جنود الجيش في ماكوندو يقطفون الموز ويحملونه في القطارات فما كان من العمال الا ان نهضوا الى الجبال لا يحملون الا فؤوسهم وادوات عملهم  وشرعوا يقطعون الطريق على هذا التخريب الذي يدمر حياتهم فاحرقوا المزارع والمخازن ودمروا خطوط السكة الحديد ليمنعوا قطارات تحميل الموز التي تحركت تحت وابل من الرصاص واصطبغت مياه النهر بالدماء واوشكت الامور الى التحول الى حرب اهلية دموية غير متكافئة  فدعت السلطات العمال  الى اجتماع في ماكوندو بين العمال وشركة الموز 


عند الظهر في موعد وصول الحاكم المدني العسكري للوساطة احتشد 3000 من النساء والاطفال في ساحة محطة القطار والشوارع المؤدية اليه ,  وكانت تحيط المحطة مرابض المدافع الرشاشة لحماية مدينة شركة الموز , تأخر المندوب حتى الثالثة ظهر , وبدأ الناس يتململون من الانتظار  وتنهدوا قانطين , فعندها اعتلى ظبط جيش ساحة المحطة ودق جرسا طالبا منهم السكوت؟




كانت بجوار خوزيه اركاديو امرأة بدينة حافية القدمين (شكلها مش من الثوار الشرفاء بتوع 25 يناير علشان هيا فقيرة )فطلبت منه ان يرفع احد طفليها لعله يسمع ما يقال فرفعه على كتفه وظل هذا الطفل يحكي ما حدث بعد ذلك ولم يصدقه احد عندما قرأ الظابط مرسوم من القائد المدني العسكرييصف المضربين بأنهم عصابة من المشاغبين ويخول الجيش اطلاق الرصاص على اساس الظن والشبهه فساد الصخب والاعتراض في المحطة فاعتلى المنصة نقيب قائلا 


          سيداتي سادتي امنحكم 5 دقائق لتتفرقوا وتخلوا الساحة , لم يتحرك احد .......زصرخ الظابط انتهت المهلة دقيقة ونطلق النار 
انزل اركاديو الطفل الى امه التي قالت : هولاء الاوباش أهل لان يطلقوا النار فعلا .
أصيب بما يشبه السكر وايقن انه لا شيء يمكن ان يحرك ذلك الحشد الهائل الذي شده سحر الموت  فرفع راسه فوق الناس مناديا الجيش 
ايها الاوباش خدوا دقيقتكم وسدوا بها .........


أصدر النقيب امره باطلاق النار فاستجاب له اربعت عشر مربضا من مرابض المدافع الرشاشة لا صوت ولا آهة ندت من الجمهور وكأن مناعة غير عادية قد الصقت الناس بعضهم ببعض  وفجأة انطلقت صرخة موت من المحطة .......آخ يا امي 


وكأنها هزة ارضية وحمم بركانية تفجرت في وسط الجمهور فرفع اركاديو احد الطفلين بينما اسرعت امه بالاخر فغابت بيين الجموع التي اسرعت من الهلع والخوف رفعه اركاديو فوق راسه ورفعه النسا في امواج حتى وصل الى الشارع العام وظل يحكي هذا الطفل ما حدث فيما بعد حتى ظنه الناس شيخا مخرفا في اخر عمره .


فتحت المدافع الرشاشة , انبطح الناس ارضا بعد ان حصدتهم الرصاصات , وارتد الاحياء في شكل امواج بحر هائج فحاصرتهم مرابض المدافع لم ترحمهم ولم تشبع منهم . وانهار اركاديو على الارض دامي الوجه .


افاق اركاديو فوجد نفسه بين جثث القتلى في عربة قطار تحملهم الى البحر لتلقي بالجثث فيه , اخذ يجر نفسه من عرب لعربة هربا من الجثث التي يمتلىء بها القطار ولم يميز فيها غير بائعة المرطبات في الساعة وصديق اخر ,فلما وصل الى العربة الاولى  قفز من القطار وراي من حفرته التي سقط فيها تحت ضوء الليل الخافت جنودا باسلحتهم فوق سطح القطار , لم يكن يعرف اين هو ولكنه ادرك ان سيره في الاتجاه العكسي سيصل به الى ماكوندو.............




أخيرا وصل الى اطراف البيوت , دخل مطبخ احدها فوجد امرأة تحمل طفلا فقال انا خوزيه اركاديو الثاني بوينديا , كان منظره بقطع الدم المتخثر وملابسه الممزقة كالشبح , ولكن المرأة كانت تعرفه فآوته قال مات ثلاثة الاف فقالت المرأة لم يمت احد في ماكوندو منذ وفاة عمك وكرر ذلك عليه ثلاثة اشخاص في ثلاثة مطابخ متتالية في طريقه 


ذهب الى محطة القطار فوجد الطاولات والبائعات وليس هناك اثر للمجزرة , فمر برفيقه الذي راي جثته معه فقالت المرأة في الدار مذعورة حين راته وقالت رحل . ذهب الى بيته فاخفته امه في احدى الغرف المهجورة في البيت وعندما جاء اخوه لم يستطع ولم يشأ تصديق روايته عن الاحداث فأمس قد قرأ الناس الاعلان الصادر عن الحكومة بان العمال قد اذعنوا لامر اخلاء المحطة وعادوا الى بيوتهم في مظاهرة سلمية  وان القادة النقابيين استجابوا لحسهم الوطني وقلصوا مطالبهم الى اصلاح الخدمات الطبية وانشاء مباول في المناطق السكنية  وكررت الحكومة اعلانها الرسمي الاف المرات وانتهى الامر بالناس الى تصديق ذلك .......لم يمت أحد


وكانوا يعتقلون القادة النقابيين من بيوتهم بعد ذلك فاذا اتجه الناس الى السلطات قالت :


انت تحلمون فلم يحدث في السابق ولا يحدث الان ولن يحدث شيء في ماكوندو فهذه بلدة سعيدة .








** نعم انا كنت ضد الاعتصام ومع الانتخابات رغم عدم ثقتي بالعسكر منذ توليهم وليس مؤخرا ولكن السكوت عن القتل والسحل وانتهاك الاعراض جريمة يحاسب عليها الله في الاخرة . ولينصرن الله من ينصره ونصرة المظلوم  المستضعف من نصرة الله 

هناك 3 تعليقات:

مدونة رحلة حياه يقول...

السلام عليكم
اعجبتنى حنكتك فى العرض رغم انها لم تأخذ من مئة عام من العزلة اسماء الاشخاص وبعض الصفات فقط
رحم الله مصر وستر اهلها
دومت بخير

Unknown يقول...

محمد متولي

وعليكم السلام
جزاكم الله خيرا , بس مش عارف محدش علق ليه , الرسالة موصلتش ول مش حلوة , مش عارف

المهم فيه نسختين في السوق ن الرواية واحدة عدد صفحاتها لا يزيد عن 230 بينما التانية ودي اللي ناقل منها اكتر من 500 صفحة

ودي من النسخة التانية بس فعلا بتصرف شديد

مدونة ادم يقول...

اسلوب رائع