في مصر القديمة في مقاطعة خنوم , نشط لاصلاح ما افسده الاشرار كل من القاضي ( سومر ) وحارس الامن (رام ) والطيب ( تحب) , كافحوا الجريمة والعيوب حتى اصبحوا مضرب الامثال في الجهاد والعزم والصدق.
ظهر رجل غريب حليق الذقن والرأس كعادة الكهنة المصريين ف ذلك الوقت , واخذ يجادل الناس في كل شىء وخاصة في مفاهيم الخير والشر ولم يكن يحل في مكان حتي يثير زوابع الفتنة والضجيج , يغشى الاسواق , يزور المعابد ,يدعو نفسه الى الحفلات .
شك فيه رام حارس الامن فقبض عليه ,وقف امام القاضي سومر , ساله القاضي عن اسمه قال نسيته لانه قد مات اهلي من زمن بعيد ولم يعد احد يدعوني بشىء , وامتلأت رأسي بالافكار والاحلام فنسيت اسمي , اتهمه القاضي بالبله , وسأل حارس الامن لماذا جئت به فقال رام لانه يا سيدي رجل لا يريح ولا يستريح يتطفل على الناس ويجادلهم في الخير والشر لا يدعهم الا وفرقت بينهم الفتنة والشقاق
التفت اليه القاضي سائلا ما حملك على هذا فأجاب : أريد ان اصلح هذه الدنيا البشعة ياسيدي .
ابتسم القاضي وقال استرح انت ولا تحمل شيخوختك ما لا طاقة لها به ودع هذا للقاضي وحارس الامن , فأجاب الرجل : ان هولاء قد وجدوا من الازل ولم يقدروا على تغيير هذه البشاعة التي تشوه وجه الدنيا .
سأله القاضي وهل تستطيع انت ؟ قال ارجل : أمهلني وسترى .انهم يا سيدي يطاردون الاشرار ويعالجون الامراض اما انا فسبيلي القضاء على الداء , الداء امن وهم يطاردون اثاره , يكمن الداء في المعدة التي لا يستطيع ان يملأها البعض فيموتوا جوعا , ويملأها اخرون فيموتوا نهما وبين هاتين المعدتين يحدث القتل والسلب والنهب
قال القاضي : انه دواء لا داء له . قال الرجل ايماني بالخير هو ما ينقص اصحاب هذا الرأي , انهم لا يؤمنون بالخير حق الايمان ويجاهدون في سبيله جهاد الالات الصماء ويعملون بالاجر وللجاه والمجد . وجد حارس الامن في نفسه من الكلام بينما كان القاضي اوسع صدرا ولم يجد شيئا يستحق العقاب فأطلقه .
انطلق الرجل بحماس الشباب والحجة التي تفحم كل مستكبر وايمان بالعدالة والجمال فبين قناعة الفقير واكتفاء الغني سار الحال رائعا وانقاد الناس له حتى انسحقت الجريمة وهزم الشر .
احس الحكام العهد الجديد لأنهم اصبحوا عاطلين عن العمل وجدوا مجدهم ينهار وريحهم تذهب , كان حارس الامن قوة مرهوبة فاستهانت به القلوب , وكان القاضي مهاب له قداسه فانفض الناس عنه فلا احد يأتيه .
اطمأن الاقليم جميعا الى الخير الا الذين وهبوا أنفسهم لصناعة الخير , اجتمع حارس الامن باخوان وقال اننا لا نفعل شيئا نستحق عليه البقاء واقترب استغناء الحاكم عنا ,فقال احدهم هذه حال لا يمكن السكوت عليها , وقال اخر ان هذا الشيخ يفسد المقاطعة , وقال اخر انه يقتل الهمم ويعوق التقدم , و.........سكت القاضي , كادوا ييأسون لصمته فقال رام انه معنا ولكن لسانه الذي تعود قول الحق لا يطاوعه ,اتفقوا على شيئ ........اشرقت شمس اليوم التالي على اختفاء الشيخ الغريب , تنفس الجميع الصعداء
لكن حال الخير دامت بعد غيابه فلقد أخلص الناس لذكرى الشيخ وتمسكوا بدعوته .
لا يجب ان يستمر الوضع هكذا ........صاح حارس الامن
تعلقت به ابصار القوم , ماذا نفعل ؟ انها الراقصة الفاتنة في مقاطعة بتاح سنستعيرها اشهرا هي كفيلة بتمزيق هذه السلاسل التي وضعوها في اعناقهم طائعين .......انتظروا خيرا قريبا !
تحققت رغبتهم وشاهدوا بأعين الفرح ذلك النظام يتقوض بنيانه , ردت المعدة الى عرشها تتحكم في العقول والقلوب .عادت الحباة الشيطانية تملأ جو( خنوم ) الهادىء , وتعصف بالسلام المخيم على ربوعه .
واستأنفت عصبة الحكم جهادها , ووجدت نفسها تكافح وتناضل عن الخير والعدالة والسلام .
( قصة الشر المعبود القصيرة بتصرف شديد , من مجموعة همس الجنون للروائي الراحل نجيب محفوظ )
**************************************************************************
يارب حد يفهم من الفذاليك اللي متخيلين انهم بيفهموا في كل حاجة في الدنيا وبيعرفوا كل حاجة عن كل حاجة .
ظهر رجل غريب حليق الذقن والرأس كعادة الكهنة المصريين ف ذلك الوقت , واخذ يجادل الناس في كل شىء وخاصة في مفاهيم الخير والشر ولم يكن يحل في مكان حتي يثير زوابع الفتنة والضجيج , يغشى الاسواق , يزور المعابد ,يدعو نفسه الى الحفلات .
شك فيه رام حارس الامن فقبض عليه ,وقف امام القاضي سومر , ساله القاضي عن اسمه قال نسيته لانه قد مات اهلي من زمن بعيد ولم يعد احد يدعوني بشىء , وامتلأت رأسي بالافكار والاحلام فنسيت اسمي , اتهمه القاضي بالبله , وسأل حارس الامن لماذا جئت به فقال رام لانه يا سيدي رجل لا يريح ولا يستريح يتطفل على الناس ويجادلهم في الخير والشر لا يدعهم الا وفرقت بينهم الفتنة والشقاق
التفت اليه القاضي سائلا ما حملك على هذا فأجاب : أريد ان اصلح هذه الدنيا البشعة ياسيدي .
ابتسم القاضي وقال استرح انت ولا تحمل شيخوختك ما لا طاقة لها به ودع هذا للقاضي وحارس الامن , فأجاب الرجل : ان هولاء قد وجدوا من الازل ولم يقدروا على تغيير هذه البشاعة التي تشوه وجه الدنيا .
سأله القاضي وهل تستطيع انت ؟ قال ارجل : أمهلني وسترى .انهم يا سيدي يطاردون الاشرار ويعالجون الامراض اما انا فسبيلي القضاء على الداء , الداء امن وهم يطاردون اثاره , يكمن الداء في المعدة التي لا يستطيع ان يملأها البعض فيموتوا جوعا , ويملأها اخرون فيموتوا نهما وبين هاتين المعدتين يحدث القتل والسلب والنهب
قال القاضي : انه دواء لا داء له . قال الرجل ايماني بالخير هو ما ينقص اصحاب هذا الرأي , انهم لا يؤمنون بالخير حق الايمان ويجاهدون في سبيله جهاد الالات الصماء ويعملون بالاجر وللجاه والمجد . وجد حارس الامن في نفسه من الكلام بينما كان القاضي اوسع صدرا ولم يجد شيئا يستحق العقاب فأطلقه .
انطلق الرجل بحماس الشباب والحجة التي تفحم كل مستكبر وايمان بالعدالة والجمال فبين قناعة الفقير واكتفاء الغني سار الحال رائعا وانقاد الناس له حتى انسحقت الجريمة وهزم الشر .
احس الحكام العهد الجديد لأنهم اصبحوا عاطلين عن العمل وجدوا مجدهم ينهار وريحهم تذهب , كان حارس الامن قوة مرهوبة فاستهانت به القلوب , وكان القاضي مهاب له قداسه فانفض الناس عنه فلا احد يأتيه .
اطمأن الاقليم جميعا الى الخير الا الذين وهبوا أنفسهم لصناعة الخير , اجتمع حارس الامن باخوان وقال اننا لا نفعل شيئا نستحق عليه البقاء واقترب استغناء الحاكم عنا ,فقال احدهم هذه حال لا يمكن السكوت عليها , وقال اخر ان هذا الشيخ يفسد المقاطعة , وقال اخر انه يقتل الهمم ويعوق التقدم , و.........سكت القاضي , كادوا ييأسون لصمته فقال رام انه معنا ولكن لسانه الذي تعود قول الحق لا يطاوعه ,اتفقوا على شيئ ........اشرقت شمس اليوم التالي على اختفاء الشيخ الغريب , تنفس الجميع الصعداء
لكن حال الخير دامت بعد غيابه فلقد أخلص الناس لذكرى الشيخ وتمسكوا بدعوته .
لا يجب ان يستمر الوضع هكذا ........صاح حارس الامن
تعلقت به ابصار القوم , ماذا نفعل ؟ انها الراقصة الفاتنة في مقاطعة بتاح سنستعيرها اشهرا هي كفيلة بتمزيق هذه السلاسل التي وضعوها في اعناقهم طائعين .......انتظروا خيرا قريبا !
تحققت رغبتهم وشاهدوا بأعين الفرح ذلك النظام يتقوض بنيانه , ردت المعدة الى عرشها تتحكم في العقول والقلوب .عادت الحباة الشيطانية تملأ جو( خنوم ) الهادىء , وتعصف بالسلام المخيم على ربوعه .
واستأنفت عصبة الحكم جهادها , ووجدت نفسها تكافح وتناضل عن الخير والعدالة والسلام .
( قصة الشر المعبود القصيرة بتصرف شديد , من مجموعة همس الجنون للروائي الراحل نجيب محفوظ )
**************************************************************************
يارب حد يفهم من الفذاليك اللي متخيلين انهم بيفهموا في كل حاجة في الدنيا وبيعرفوا كل حاجة عن كل حاجة .
هناك 12 تعليقًا:
جزاك الله خيراً
وأتمنى ان يصل هدفك إلى حيث رميت
السلام عليكم
اشكر واحد من الناس الذى يشهد ان لا اله الا الله
حقيقى مدونتك مشرفه وموقع راقى بارك الله فيك واعزك
لك تحياتى الدائمة
المدينة الفاضلة
حلم نحلم به
ولو ربنا اردها لوهبنا اياها
لكن ربناق قال
ولقد خلقنا الانسان في كبد
اختيارك جميل
مافيش حد عارف كل حاجه ولا فاهم كل حاجه
في ناس عامله نفسها فاهمه كل حاجه وعارفة كل حاجة
وقانا الله شرهم
عزيزى الدكتور إسلام
طيب والعمل ؟
الموضوع اللى حضرتك طرحته ده من أكتر المواضيع التى شغلت ذهنى لفترات طويلة ... !
الموضوع نفسه متشعب جداً ... متشعب فى اتجاهات كثيرة منها - على سبيل المثال لا الحصر - :
- أن هناك مجموعات كاملة من البشر أطلقت عليهم - التعبير ده لى فيه حقوق نقل ونشر- ( مرتزقة فساد )...هههههه... لا يجيدون اى شىء فى هذه الحياة سوى العيش والارتزاق من الفساد فى بيئة فاسدة .
- هناك ايضاً شيئاً ما لا أستطيع فهمه أو الأقتراب حتى من فهمه فى هذه الحياة ... هذا الشىء لا استطيع حتى صياغته ... فقط دعنى اثرثر معك ... دعنى اسمى هذا الشىء ، حتمية وجود الخطأ ، حتمية وجود الشر ، حتمية وجود القبح ، حتمية وجود الأفتقار ، حتمية وجود المشاكل ، حتمية وجود المصاعب ، صدقنى انا لا أستطيع ان اصف ما أعيى وأعيى جيداً ايضاً .
**** فنفس قصة الشر المعبود الذى طرحتها يوجد مثيلتها نصاً فى كتاب " طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد " لعبد الرحمن الكواكبى ( 1849 - 1902 ) وهو عندما استشعرت احدى الملكات ( على ما اذكر ملكة روسية )عدم إقبال الرجال على العمل قامت بترخيص وإباحة بيوت الدعارة فى مملكتها الأمر الذى جعل الرجال يعملون لكى يمارسون الرذائل .
- ايضاً من ضمن الاتجاهات المتشعبة - انا ما زلت فى نفس السياق الرئيسى - أكل العيش ( المعده ) ... الذى يقع فى أدنى مصاطب هرم ماسلون للإحتياجات الإنسانية ، أحط مصطبة فى هذا الهرم قد تفنى حياة الانسان منا ولا يرتقى غيرها ، بينما هى متاحة بكل سهولة ويسر لكثير من مخلوفات الله ... عزيزى اسلام الا ترى معى ان طائر النورس اسعد حظاً من كثير من بنى الانسان عندما يطير محلقاً فى جو السماء ثم يهوى مسرعاً عندما يلمح غذائه من سمكة شهية ينقض عليها ويلتهمها سريعاً ... بينما الانسان قد لا يستطيع ان يقترب من احد الشواطىء لكى يصطاد لأن ذلك ممنوع ... او على اقل تقدير قد يحتاج الى العديد من الاشياء لكى يصطاد هذه السمكة ... هناك شىء ما غامض فى هذه الحياة ... لعل برناردو شو فسره ولو تفسيراً بسيطاً عندما سئل عن حالة العالم الاقتصادية - وكان اصلع الرأس كثيف شعر اللحية - فقال إن حالة العالم الاقتصادية موزعة بين رأسى ولحيتى غزارة فى الانتاج وسوء فى التوزيع .
- دعنى أسألك سؤال ولتدعه محوراً لتدوينة تقوم بكتابتها حول هذه الفكرة ، ألا ترى معى أن ثمن طائرتين F16 وثمن بضع دبابات - انا لا اتحدث عن مصر تحديداً - كفيلة بأنقاذ ملايين من الجوعى من الموت المحقق ؟!
**** أنه الانسان عزيزى اسلام ... انه الانسان " قتل الأنسان ما أكفره "
وليس الذئب أكل لحم ذئبِ ... ويأكل بعضُنا بعضاًعياناً
دائماً ما أثقل عليك بالتعليق ... ولكن انا بحب ادردش معاك.
عظيم تحياتى
أ . محمد الجرايحي
جزانا واياك
ناديت اذ اسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي
ام هريرة
وعليكم السلام
جعلني الله عند حسن ظنكم ونفعني بدعائكم
شمس النهار
ربنا يقينا شر كل ذي شر
ويعلمنا الحقيقة ويورينا الحق حق ويرزقنا اتباعه ولا تلتبس علينا الامور
حبيبي وصديقي المهندس سيد
انا كنت منتظر تعليقك على المدونة دي بالذات :)
عندما نسبح داخل هذا الكائن المجهول المدعو انسان سنجد انه مركب وليس بسيط ولذلك لا يمكن غالبا توقع ردود افعاله .
* لا تتم الحياة في هذه الدنيا بدون هذه الحتمية , لان المنطق يصرح بانه لولا الشر ما عرف اللخير , ولولا القبح ما عرف الجمال بل قل لولا الموت ما عرفنا معنى الحياة ( وبضدها تتميز الاشياء )انت اعلم بهذا مني ولكني استمتع بالثرثرة معك .
طائر النورس لا يستطيع غير هذا , بينما الانسان يستطيع ان يفعل الكثير , ربما يكون هذا هو الفرق
اتعرف ماذ يسمى هذا الغموض عند بن الجوزي , يسميه تكليف العقل , وهو كما ترى اصعب كثيرا من التكاليف الشرعية البدنية كالصلاة والزكاة , وعبادة هذا التكليف هو التسليم , اتمنى ان تفهم معنى التسليم الذي اقصده فهو ليس من عينة التسليم للظلمة بحقهم في الظلم ولا التسليم باحتكار الاغنياء لحقوق الفقراء , انه التسليم الذي ينتهي بالروح حول العرش في السماء بينما يمشي الجسد بين الناس في الارض ., دي مش دروشه ولا تصوف لاحمق , دي اعظم حقائق الحياة التي تم تدميرها عن عمد في الحياة الحديثة , وبينما تستطيع للوصول الى اي شىء في هذه الارض على قدر الثمن الذي تدفعه
لم ار في حياتي من لديه استعداد لدفع ثمن الوصول للسماء وهو لا يزال حيا .
نعم كفيلة بان تنقذ الصومال من مجاعتها , وعلاج الكوليرا في العراق ( قليل من محاليل التغذية ب 3جنية الواحد ) , ولكنها هذه المرة ليست من قبيل التسليم لان التوزيع هنا متعمد سوءه وليس امرا قدريا يجب التسليم له , فافريقيا التي تمتلىء بالماس واليورانيوم والعراق التي تسبح على بحار البترول لا يحتاج المرء فيهم للتسليم لحكمة لا يعلمها , بل يحتاج ان يصفع الجهلة ليستيقظوا لتوجيه سلاحهم الى عدوهم الناهب وليس الى صدور بعضهم البعض .
ربما اكتب ذلك في تدوينة اذا وجدت كلاما افضل واكثر ترتيبا من كلامي الان .
صدقنيي وانا بنتظر تعليقك جدا والدردشه معاك , المشكلة ان انت قفلت علينا كل طرق الاتصال بيك
سلام مؤقت
افتقد تعليقاتك لأني مغلق التعليقات
لكن مش بإيدي
تحياتي لك ولإبداعاتك الدائمه
لقد اسمعت من ناديت حى ولا حياة لمن تنادى
ونارا اذا نفخت فيها اضاءت ولكن تنفخ فى رمادى
هل سيسمعون ؟ وان سمعوا هل يستجيبون ؟!
وهل يستجيب من لا يعقلون ....
جزاكم الله كل خير اخى الكريم
أتمنى أن يفهم من يريد أن يفهم.
لورانس
طيب يا عمي افتحها علشان نعرف نقول كلمتين :)
تحياتي
ويكا
معذرة الى ربكم ولعلهم يتقون
د .ابراهيم
جزانا واياكم
الفهم نعمة من نعم الله كما الهداية يعطيهما الله لمن يستحقهما لا من جعل الهه هواه فالحق ما راته عيناه والباطل ما سواه
إرسال تعليق