دموع ودموع

.ما هو الفارق بين دموع وائل غنيم التي انهمرت حزنا على من مات وشعورا بذنب لم يرتكبه بل ارتكبه مبارك بيد جنوده وارتكبته امريكا بسلاحها الذي صدرته لنظام قمعي للحفاظ على اتفاقية سلام تأخذ من المصريين أرواحهم وتفقأ عيونهم وتنهب أموالهم وتعذب اشرافهم وتنفي أطهارهم ( سعد الدين الشاذلي عاش في منفاه ولما عاد اعتقل في المطار ) من اجل استقرار اسرائيل ,كل هذا ارتكبه مبارك بغطاء أمريكي يراهن على استقراره وانتصاره على ارادة شعب يراهن مبارك وبشدة على ضعف ذاكرة بعض افراده وجهل وجهالة البعض الاخر ويأس اخرين , الفارق بين دموع غنيم التي تتكلم عن قهر الرجال عندما يصوب لهم شعبهم سهام التخوبن , وينفض عنهم البعض رجاء الاستقرار المنشود وكأن الحياة الكريمة (والتي لا تنقص وائل ولا الكثيرين ممن نادوا باشعال فتيل الرغبة في الحياة )  ستأتي منحة بلا عناء ولا تضحية , الفارق بينها وبين دموع مبارك التي لم نرها ولن نراها على قتلاه الثلاثمئة لانهم عنده ليسوا بافضل من الالف  قتيل في عبارة السلام ( عبارة من اللي بيغرقوا دول على حد تعبير خفيف الظل ثقيل الدم والوزن) الذي يريد له المصريون خروجا كريما  على ما قدمه لمصر في حرب اكتوبر التي حارب فيها وحده وعلى ثروة قدرتها الجارديان من 40 الى 70 مليار دولار (من مصروفه !!!)  وعلى ملايين المسرطنين على يد وزيره والي الذي لم يحاسب وعلى الاف المعتقلين في ظلمات السجون بلا محاكمات وعلى الاف العشوائيات وعشش الصفيح وسكان الدويقة وعلى انجازه العظيم في سيادة القانون  ( حكم مدينتي -احكام رفع المنع من السفر- احكام الافراج عن المعتقلين - حكم الحد الادنى للاجور للمثال لا الحصر ). انه الفارق بين النفوس الطاهرة البريئة ( البراءة من النفاق ودماء المصريين وليست تلك البراءة التي يغمزون بها الشباب فنحن نعرف ان البريء عكس المدان , اذن نعم الثوار  ابرياء وانتم مدانون ) وبين النفوس الدنيئة التي اختارت منصب زائل ودنيا الى زوال قريب على أمان وطن ودماء شباب زكي طاهر لم يتحرك الا من اجل حياة افضل لمصر حياة شعارها العدالة وحكم القانون لا حكم البلطجية والقتلة ومحتكري الاوطان .
روي في التاريخ ان بعض المسلمين جاؤوا الى بعض قادة جيش الشام في حرب صفين فقالوا له ان عمار بن ياسر قتل في جيش علي رضي الله عنه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية ) اذن فعلي على الحق وانتم الفئة الباغية فقال لهم (قتله من جاء به ) لقد كان كاذبا فان قاتله هو من قتله وليس من جاء به . لذا فأنا أقول لك لا تحزن فأنت الضحية ولست الجاني و انت الساعي في الحق من اجل مصر حرة بلا وصي لا من الشرق ولا من الغرب مصر حرة تؤمن بانها عاشت تحمي  الاسلام بل وحمت البشرية جميعها في عين جالوت ضد التتار وحفظت الاسلام في حطين ضد الصليبيين ولعل يوما يسعنا في عرض حروب المماليك ضد مملكة البرتغال في الهند(مصر صاحبة جيوش تذهب للهند دفاعا عن قضية لا جيش يحصل على الاذن لدخول سيناء ) قطعا للامدادات الصليبية التي كانت تستعد لاحتلال الديار المقدسة في جزيرة العرب , هذا جزء من تاريخ مصر المفخرة  والتي اصبحت في عصرمبارك بلا تاريخ وبلا جغرافيا مهددة نيلها من منابعه لان الحكومة انشغلت بدعم المنتخب الوطني عن دعم التنمية وانشغلت بقمع المعارضين في الداخل عن قمع المخربين في مصدر حياتها في الجنوب حتى ظهرت دولة جديدة تماما ومصر لا تزال تتكلم عن ريادتها في تلفزيونها الشهير وصحافتها التعبيرية , انت تسعى لمصر شفافة طاهرة كطهارتك وتبكي على مصريين قتلتهم يد الغير ابرياء , انت تبكي بكاء الرجال وهم يضحكون ضحكات الشياطين ويبكون بكاء التماسيح بلا دموع .
وائل اخي الكريم الذي لم اتشرف بمعرفته لعل دموعك الصادقة وألامك التي ارتسمت على وجهك بلا تجاعيد شيطانية ولا مونتاج ولا خطابات اعدها كهنة امون مبارك رع , لعل دموعك تغسل عقولا وتنزع غشاوة أعين لم تر في 30 عاما من الاجرام الا لحظة مكر ودهاء لم تعتذر ولم تلب طلباتهم ولم تبك على حالهم يوما بل استهزئت بألمهم دوما في عبّارتهم ومحنتهم وشبابهم الملقى في البحر يبحث عن عمل , لم تفعل لهم اي شىء ومع ذلك تأثروا بها وتراجعوا عن حقوقهم بكل طيبة فلنسمها طيبة اذا ولا داعي لان اسميها شيئا اخر .
الاخ الكريم صاحب مدونة الشاب الصح : أنا معك في دعوتك ومن أحياها ولكن اعذرني سيكون ذلك بعد رحيل مبارك عندما تعود مصر للمصريين اعدك ان اضحي من دمي ومالي وعرقي وقلمي من اجل المصريين غير طالب الا وجه الله سبحانه , اما مصر مبارك فليست وطني .
http://www.shorouknews.com/Columns/column.aspx?id=386604